Page 161 - web
P. 161
ISSUE No. 447 ثم اللجوء السوري والليبي واليمني بعد .)2011 بسبب اندلاع النزاعات في الجمهورية العربية السورية ،وتخلي
كما أن المنطقة العربية تشهد في العقد الأخير أكبر حركة الولايات المتحدة الأمريكية عن تمويل وكالة الأمم المتحدة
لجوء ونزوح في العالم مع اندلاع الأزمة السورية ،فيما تعد لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى .علاوة
الجمهورية اللبنانية والمملكة الأردنية ضمن البلدان الأكثر على ذلك ،أشار التقرير إلى أن الاضطرابات والحروب والنزاعات التي
استقباًاًل للاجئين طوال العقد الأخير من القرن الحادي ابتليت بها المنطقة العربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية،
والعشرين ،بسبب تعرضهما لموجات متتالية من اللاجئين تمخض عنها حركات لجوء كبيرة بعضها يمتد لعقود طويلة:
خلال الأزمة العراقية ثم السورية .كما خلص التقرير إلى أن (اللجوء الفلسطيني منذ عام ،1948اللجوء السوداني منذ
معدلات اللجوء في المنطقة العربية بلغت الحد المولد اندلاع الحرب الاهلية الأولى في عام ،1955اللجوء اللبناني خلال
للمخاطر ،الذي يضع جحافل كبيرة من البشر (معظمهم من
النساء والأطفال) في أوضاع هشة ،وجميعهم يعانون الحرب الأهلية ( ،)1990-1975اللجوء الصومالي
من انعدام الأمن البشري التكاملي بكافة أبعاده ،مما منذ تسعينيات القرن العشرين،
يلقي بأعباء كبيرة على الدول المستضيفة ،خاصة من اللجوء العراقي بعد ،2003
الناحيتين الأمنية والاقتصادية.
وقد أوضح التقرير أن الانعكاسات الأمنية لحركات اللجوء
في المنطقة العربية ،وفي حالة الأردن ولبنان ومصر،
لها تأثير عميق في المدى القصير والمتوسط والطويل
على السلم المجتمعي والتنمية في المنطقة
والعالم بأسره ،وأن حجم هذه الانعكاسات يفرض
على جميع الأطراف المعنية تبني مقاربات شجاعة
وابتكارية ،تدحض أسلوب التعاطي مع أزمة
اللاجئين كأرقام ،والايمان بأن كل رقم من
هذه الأرقام يعبر عن مشكلة إنسانية وأمنية
قائمة بذاتها .ويعزز هذه المقاربات الشجاعة
والابتكارية وجود فعلي لمشتركات ثقافية
واجتماعية وانسانية بين البلدان العربية ،يمكن
البناء عليها من أجل تخفيف معاناة الإنسان
اللاجئ الذي قد يتعرض – دون إرادته -للفقر
والعوز والحرمان وغياب الأمل والتهميش،
ومن جهة أخرى لابد من إسناد الدول
التي تتحمل تبعات اللجوء ،بخطط وبرامج
ومصادر كافية وابتكارية أيًًضا ،حتى تستمر
في أداء دورها الإنساني لهؤلاء اللاجئين
نيابة عن المجتمع الدولي.
وأخيًًرا ،قدم التقرير مجموعة من
التوصيات التنفيذية التي يمكن من
خلالها معالجة مسألة أوضاع اللاجئين
في المنطقة وانعكاساتها الأمنية ،وذلك
على النحو التالي:
161